روى لي أحد الأصدقاء قصة وقعت بالفعل – على حد قوله - مع رجل من حائل أثناء العطلة الربيعية الماضية .. ورغم ثقتي بصديقي فلا أدري إن كانت صحيحة أم لا .. لكنها قريبة للواقع ولما لا ! .. أرويها لكم باختصار كما سمعتها ..
يقول صديقي : وقف رجل من حائل بسيارته ( حلّفه بألا يذكر أسمه ربما خشية من الشماتة ) عند إحدى الإشارات المرورية وإذ بسيارة مملوءة بأسرة من منطقة مجاورة تقف على يمينه لتزمّر فجأة فألتفت الرجل إليها ..
ثم استطرد : سأل سائق السيارة الرجل : لو سمحت وين الشقق المفروشة الرخيصة عندكم ! ..
يقول :
فرد الرجل : أتبعني .. ثم أخذه إلى الشقق المفروشة أمام أسواق الجامعيين .. وعندما وصل بهم هناك أشر الرجل بأصبعه إليها فتوسل رب الأسرة الضيفة للرجل أن ينتظر قليلا .. ترجل الرجل معه وسألوا كم شقق مفروشة هناك عن أسعارها إلا أن الأسعار لم تعجب رب تلك الأسرة .. فطلب من الرجل أن يأخذه إلى شقق أرخص منها ..
يقول :
فقال له الرجل مازحا : أنا والله عندي أشغال .. وش رأيك تحل عندي بالبيت لحينما تجد شقة رخيصة ! ..
يقول :
كان الرجل يتوقع من سؤاله أن يخجل رب الأسرة مما قام به دون مقابل وإذ به يوافق ويقول له : جزاك الله كل خير نحن وراءك .. ثم تبعوه .
ثم استطرد ..
فرش الرجل مجلسه وطبخت زوجته غداء ضيوفه ذلك اليوم كما سلم الرجل مفتاح بابه الخارجي لعل الكرام يجدون شقة رخيصة بأسرع ما يمكن تناسب جيب وليها .. إلا أنه مضت ثلاثة أيام والأسرة الضيفة تطلع وتعود وهم بضيافة الرجل في حين كان الأخير وأهله على أعصابهم .. بعدها اتصل رب الأسرة الضيفة على الرجل صاحب البيت ليبلغه بأنهم سيغادرون منزله وليسلمه مفتاح بابه .. التقى الرجل مبتسما بضيفه الكريم واستلم المفتاح ثم سأله : لعلكم وجدتم شقة مناسبة .. ليفاجأ برد لئيم : لا والله .. حنا طالعين يم الجوف .. ما قصرتم .. هذا اللي سمعنا عنكم يا أهل حائل ! .